بنت فلسطين
عدد الرسائل : 23 العمر : 32 المزاج : مزاجية سةس :
عارضه : المزاج : 0 السٌّمعَة : 0 نقاط : 5860 تاريخ التسجيل : 03/04/2008
| موضوع: نحو فهم واقعي للشباب ومشاكلهم السبت أبريل 05, 2008 5:46 pm | |
| نحو فهم واقعي للشباب ومشاكلهم نقسو على شبابنا كثيراً ونوجه إليهم الكثير من اللوم والتقريع والتهم لأنهم ـ على سبيل المثال ـ لا ينتمون إلينا ولا إلى تفكيرنا، ونسينا بأنّ آباءنا عاشوا هذا التجربة معنا فيما مضى، في حين أنّ الشباب مصدر قوة وليسوا عبئاً على المجتمع والدولة.
فالشباب أينما كانوا ليست لهم مشكلة ذاتية ما. أي ليسوا متشاكسين مع أنفسهم أو عقولهم.. إنهم كانوا وما يزالون يتصرفون في شؤونهم الفكرية والنفسية، تصرفاً منسجماً مع مقتضيات الطبيعة البشرية والنوازع الفكرية والعقلية.. قد يخطئون أو ينحرفون، ولكن ذلك ليس نابعاً من مشكلة خاصة بهم من حيث إنهم شباب، بل إنهم في ذلك يشتركون مع الفئات الأخرى من الناس. يقودهم في ذلك قاسم مشترك واحد، كعوامل العصبية أو الردود النفسية أو الانصياع للتقاليد والعادات.
وباعتقادنا أنّ نقطة الانطلاق في محاولة التوصل إلى منظور جديد إلى الشباب، تبدأ في التركيز على الجوانب والصفات الايجابية المميزة لسن الشباب، وتمثل مدخلاً لاكتشاف الطاقات الخلاقة الكامنة فيهم، وتعطي الشباب فرصة لإشراكهم في حل المشكلات التي يعانون منها. وهو ما يطلق عليه بمبدأ" تمكين الشباب" ، ويتطلب هذا عدة خطوات:أولاً: توسيع الإمكانات والقدرات لدى الشباب في المشاركة، والمفاوضة، والتأثير والتحكم والقدرة على المساءلة للأمور التي تؤثر في حياتهم، ويتطلب ذلك الثقة في الشباب. فبدون هذه الثقة تصبح مسألة التعامل معهم بوصفهم مصدر قوة، فاقدة لمصداقيتها.
ثانياً: تتطلب الثقة أن نحاول فهم الشباب، من كافة الأبعاد الاجتماعية والسياسية والسيكولوجية، وأن ندرك التمايزات المتنوعة لكل مرحلة عمرية داخل فئة الشباب ككل، وأن نوجه السياسات والبرامج القادرة على تفعيل وتطوير صفات الإبداع والتجديد والابتكار الخلاق، والعمل ضمن رؤية واضحة ومشتركة.
ثالثاً: من الضروري التعامل مع تطوير وتنمية الشباب من منظور مركب وشامل، أي محاولة إيجاد فرص المشاركة بينهم وبين من هم اكبر سنا من الجيل او الاجيال التي تسبقهم.
إذن فمن أين ظهر هذا العنوان الضخم (مشكلات الشباب)، حتى أصبح الحديث عن معالجة لموضوع عالمي خطير؟!
لا شك أنّ هذا العنوان يعد تشخيصاً سطحياً لمرض طال صنف الشبان دون غيرهم. ورأى البعض أنّ عنصر الشباب هو أساس هذا المرض وسببه! فانطلقوا يبحثون ويعالجون ويضعون الوصفات العلاجية المختلفة.
ولكنهم نسوا أو تناسوا أنّ الشباب ليسوا هم المرضى، وإنّما هم بمثابة انعكاس لحالة مريض آخر!.. فمن هو هذا المريض؟
إنه المجتمع (البيت، والمدرسة، والشارع، ، والحانوت، والمعمل، والدائرة) الذي يعيشون فيه!.. وما ظاهرة المشكلة التي تتمثل في سلوكهم وحياتهم إلا أثر من آثار مرضه هو.
ليس في عقول الشباب ولا في نفوسهم أي مرض أو آفة يعانون منها، ولكنهم بمثابة الجهاز الحساس الذي يرتسم عليه كل ما قد يكمن في المجتمع الذي هم فيه، من مظاهر الفوضى والتخلخل والاضطراب. ولو كان الكهول والشيوخ يتمتعون بنفس تلك الحساسية التي عند الشباب لاشتركا معهم في معاناة المشكلات ذاتها.
وبطبيعة الحال فإنّ شخصية الشاب الفكرية والنفسية إنّما يتكامل معظم نسيجها عن طريق المجتمع بوساطة عوامل تؤثر فيه بشكل مباشر أو غير مباشر. فلا غرابة أن يكون الشاب كاللوحة المرهفة التي تنعكس عليها حالة المجتمع الذي هو فيه إن خيراً فخير أو شراً فشر. وأنّ كل ما تراه من مظاهر الخير أو الشر على هذه اللوحة، إنّما هو صورة للحالة السليمة أو الفاسدة التي يتسم بها المجتمع لا أكثر.ومن هنا فإنّه لابد من البحث عن جذور الظواهر او المشاكل المتعلقة بالشباب ومنها على سبيل المثال لا الحصر، ابتعاد الشباب عن الدين، فلهذه الظاهرة اسباب عديدة منها ـ على سبيل المثال ايضا ـ سببيان:الأول: أنّ الكثير من الشباب غـالباً لا يعيشون في الواقع الإسلامي، وذلك في جانب منه راجع الى قلة الكفاءة او الخبرة وادراك متغيرات الواقع وتطورات ومقتضيات العصر .. فلايكفي مثلا ان تمتلك الكثير من الشخصيات او المؤسسات الثقافية الدينية الوعي والخبرة الإسلامية والثقافية، بل يجب ان تملك -إلى جانب ذلك- فهم عقول الشباب وفهم الواقع. فلا يكفي لكي تكون داعية لله أن تقرأ كتاباً، بل لا بد لك من أن تقرأ الواقع، وأن تقرأ الناس، أن تقرأ عصرك، أن تعرف كيف تنفذ إلى عقول الناس. وقد ورد عن النبي (ص) قوله: "إنا معاشر الأنبياء أمرنا أن نكلم الناس على قدر عقولهم". فلا بد من أن تفهم عقلهم حتى تعرف كيف تخاطبهم، وأن تفهم نقاط القوّة والضعف عندهم، وتفهم تطلعاتهم، وحاجاتهم النفسية، وتحاول أن تصوغ أسلوبك من خلال ذلك.
الثاني: طبيعة المغريات التي تواجه الشباب، والمشاكل التي يعيشونها، والتحديات العامة التي تفرض نفسها على واقعهم في كل زمان ومكان. ففي زمن النبي (ص)، كانت هناك مشاكل تضل الناس، وتبعد عن الحق، وهي تتطور مع الزمن من خلال تطور وسائل الضلال، ووسائل الكفر، ووسائل الانحراف، ومن الطبيعي أنّ الله سبحانه وتعالى كلّف المسلمين والمؤمنين والدعاة إلى الله تعالى، بأنْ يفكروا في إيجاد طرق يواجهون فيها هذا النوع من الوسائل التي تضلّ الناس.. لذلك فإنّ التقصير في جانب كبير منه إنّما هو على مؤسسات ورموز المجتمع سواء الرسمية منها او الاهلية .. حيث لم يأخذوا بأسباب العلم والثقافة، ولم ينفتحوا على العصر وآفاق المستقبل، ولم يتحملوا المسؤولية في ذلك، كما أنّ أغنياء المسلمين ليس عندهم وعي، من أجل أن يحركوا أموالهم تجاه إيجاد المشاريع العملية والمعرفية لاحتضان الشباب، كالمشاريع الخيرية او التربوية اوالاعلامية أو ما إلى ذلك تقبلوا تحياتي | |
|
ملك الأحزان
عدد الرسائل : 59 العمر : 34 الموقع : قلب مملكة الاحزان العمل/الترفيه : الحزان والكمبيوتر والنت المزاج : رايق لأبعد حد _حزين عارضه : المزاج : 0 السٌّمعَة : 6 نقاط : 5930 تاريخ التسجيل : 30/01/2008
| موضوع: رد: نحو فهم واقعي للشباب ومشاكلهم الأحد أبريل 13, 2008 4:55 am | |
| | |
|